
“ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه”
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي جعل حب الوطن أمرا فطريا والصلاة والسلام على من أرسله الله تعالى رسولا ونبيا وعلى آله وصحابته والتابعين لهم في كل زمان ومكان، أما بعد إنه ليس من الوطنية الحقة أن يخلع الإنسان يدا من بيعة، وليس من الوطنية الحقة خيانة الأمانة أو خيانة المسؤولية أو ظلم الآخرين، ليس مواطنا حقا من يخون الوطن ويسرق وينهب ويأخذ أموال المواطنين ويظلمهم، وإن رفع صور ولاة الأمر خلفه، وكما أنه ليس من الوطنية الحقة الإستخفاف بالمسؤولية أو توظيفها للمصالح الشخصية، فهذا ليس مواطنا حقا، فالمواطن الحق هو من يقدم المنفعة والخيرات للمواطنين، وهو من يطع ولاة الأمر بالمعروف، ولا يخونهم، فإن الأمانة هي عبء ثقيل ينبغي أن يستشعره المسلم، وإن من العقل والأناة في غمرة المحن أن تصغي الأمة الممتحنة لأصدقائها وتلقي السمع لناصحيها.
وأن تفتح قلبها لشركاء المصير، وأن تكون مستعدة لسماع الحق ولو كان مرا، وأن تتقبل النصح ولو كان مؤلما، أليست الآيات الشيطانية كانت إعتداء على آيات القرآن الكريم، وتسفيها لدين الإسلام ؟ أليس الذين كانوا يخرجون هنا وهناك في بلاد الغرب ليتكلموا عن دين الإسلام وعن رسول الإسلام وعن شريعة الإسلام ثم يُحمون ويتصدرون بحكم حرية الفكر ؟ أليس هذا إعتداء على الأديان ؟ أليس هذا نوع من التمييز العنصري ؟ أليس هذا نوع من الإرهاب الفكري الديني كما يقولون؟ أليس هذا الذي وقع ؟ ألسنا نعرف كثيرا من آلة الإعلام الصهيونية في كثير من الإعلام العالمي وهي قد أنتجت ليس اليوم وإنما قبل سنوات أفلاما وأفلاما وإعلاما عظيما يشوّه صورة الإسلام والمسلمين، فلابد أن نستيقن بها، وأن نكون على جزم ويقين لا يتغيّر ولا يتزعزع منها، نحن أهل الدين الحق.
فقال الله تعالى “إن الدين عند الله الإسلام” ويقول الله عز وجل ” ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه” فنحن ديننا الكامل الذي أخبرنا الله سبحانه وتعالى بذلك في قوله “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” وكتابنا هو الكتاب الوحيد المحفوظ بأمر الله تعالى فقال سبحانه “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” فهو الكتاب الشامل لكل شيء في هذه الحياة فقال الله تعالى ” ما فرطنا في الكتاب من شيء” فهو الكتاب الشامل لكل ما تفرق من الخير والهدى والرحمة والحكمة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى، في الكتب السابقة فهو سبحانه الذى يقول “وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهوائهم عما جاءك من الحق” ونقول إن أمتنا هي خير أمه، وهى أمة الخير والوسط والعدل.
فقال الله تعالى “كنتم خير أمة أنزلت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله” وإن أمتنا هي الأمة الوسط الشاهدة على الأمم فقال سبحانه وتعالى “وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا” وأمتنا هي الأمة المتأخرة زمانا المتقدمة فضلا وقيما كما أخبر النبى المصطفي صلى الله عليه وسلم فقال ” نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ” وإن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، هو خاتم الرسل والأنبياء وأشرف الرسل والأنبياء حيث قال الله تعالى فى كتابه الكريم ” ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين” وهذه هي ثوابتنا ومرجعيتنا، ليست إلى مذاهب وضعية، ولا إلى قوانين دولية، وإنما إلى كتاب الله تعالى، وإلى سنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فيهما لنا عن كل شيء غناء.

فقد قال الله عز وجل ” فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول” ويقول الحق عز وجل في خطاب رسوله صلى الله عليه وسلم ” ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون” ويخبرنا الله سبحانه وتعالى، أن شريعتنا ليس فيها تشريع لغير الله تعالى فقال سبحانه “أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله” وأنه ليس فيها إتباع لأحد إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس لأحد فيها حق تحليل وتحريم إلا لله تعالى، وإلا لما بلغه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولسنا غيرنا ممن ذكر الله عز وجل في القرآن فقال سبحانه “اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله”